يقول شيخ الإسلام رحمه الله (ص: 314): "قال داود في الزبور"، كلمة (الزبور) هنا يقصد بها شيخ الإسلام رحمه الله مزامير داود، والتي هي موجودة في التوراة بهذا الاسم.
يقول شيخ الإسلام رحمه الله: "قال داود في الزبور: (سبحوا الله تسبيحاً جديداً، وليفرح بالخالق من اصطفى الله له أمته، وأعطاه النصر، وسدد الصالحين منهم بالكرامة؛ يسبحونه على مضاجعهم، ويكبرون الله بأصوات مرتفعة، بأيديهم سيوف ذات شفرتين، لينتقم بهم من الأمم الذين لا يعبدونه"، هذا نص الكلام الذي في التوراة ضمن ما ينسب إلى داود عليه السلام.
وقوله: "من اصطفى الله له أمته وأعطاه النصر"، هو كقوله تعالى: ((ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا))[فاطر:32]، فبعد أن أورث الله الكتاب الأمتين من قبلنا، فنكلتا ونكصتا، اصطفى الله تعالى هذه الأمة، فاصطفى لمحمد صلى الله عليه وسلم أمته وأعطاه النصر، ومعلوم لكل أحد أن الله سبحانه وتعالى قد نصر هذا الدين، وأظهره على الدين كله، وما يزال -ولله الحمد- ظاهراً، وسوف يبلغ في آخر الزمان ما بلغ الليل والنهار، وينتشر في العالم أكثر مما هو عليه اليوم.